آسف على الازعاج…


لم أكن متصالحة مع السينما المصرية بقدر ما أنا مع مسرح مصر، ولم أفكر مرة بمشاهدة فيلم مصري كامل رغم توصيات النقّاد ، لأنني أعتقد أن توصية صديق بذائقة مقاربة لما أفضّله أو مميزة أكثر إفادة.

فيلم [آسف على الازعاج] 2008 ، يمثل بالنسبة لي مصافحة كريمة جداً مع السينما المصرية ، وسعدت لأن مشاهدتي (الكاملة) الأولى كانت (صدمة) جماليةً بحق.

تسير المشاهد بتسلسل يكاد يكون بديهياً وإذا كنتَ في مزاج (متلذذ) فستكون محظوظاً لأنك ستقرأ هذه البدهيات بطريقة لاقطة وذكية لأن المشاهد متسارعة لكن بوتيرة هادئة درامياً تمنحك فرصة للتقليب والتأمل!، أب طيّار ناجح في عمله صديق ومُلهم لابنه مهندس الطيران (حسن صلاح الدين) ، فتاة تمر في طريق الابن المهندس تأخذه أو يأخذها هو إلى عالمه الجادّ الهادف لتقديم مشروع هندسي للطيران يتوقع أنه سيغيّر به طيران واقتصاد بلده ، هذا الحلم يظهر للمشاهد في صورة رسائل يبعثها هذا الشاب المصري الذي يشبه أي شاب عربي محبط يتعلق بأمل دعم حكومته ، لذا هو يرسل هذه الرسائل مباشرة إلى (سيادة رئيس الدولة!)، وهناك أمّ تبدو قَلقه على ابنها أكثر من اللازم! هكذا يكون الفلم (مسترخياً) في دراميته يجر المشاهد لنفس حالة الارتخاء ربما عند الوصول إلى ثلثي الفيلم سيبدأ المشاهد بمحادثة من حوله أو مطالعة هاتفه واثقاً أن لا شيء مثير يبدو أن سيحدث أو (يفوته) ، عند هذه النقطة ومع الاقتراب من ثلث الفلم الأخير تقريباً وبتمهيد لا يتجاوز المشهد الواحد يتلقى المشاهد الصدمة الدرامية الرئيسية المتعلقة بالابن (البطل) التي ستجعل كل ما بدا بديهياً سابقاً ذا مغزى تراجيدي مؤلم للغاية ، لا بد أن دمعاتك ستنصدم هي أيضاً وتعبّر عن (حالتها!) ، ليبدأ المشاهد في حالة من تفكيك كل المشاهد الماضية وتحليل أين الحقيقة من الوهم فيها! أي لذة سينمائية هذه التي تُنشر على كل حواس المشاهد في الثلث الأخير فقط من الفيلم. الدهشة المركزة والكثيفة هذه هي التي تجعلني أنصحكم بمشاهدته الآن.

لايخلو الفيلم من لمسات (أحمد حلمي) الكوميدية اعتبرها بعض النقّاد عيباً في الفيلم وعلى العكس تماماً بالنسبة لي حققت هذه الكوميدية توازناً خلاباً هو الذي لم يجعل الفيلم تراجيدياً كئيباً ومشاهدته مزعجة، اللغة الحوارية بين الأب الطيار وابنه مهندس الطيران ، بين الابن و صديقته ، بين الأبن و “شلة العميان” في مقهى؛ غنية بالقيّم ومُصاغة ومؤدّاة بكثير من الحرفية ،فقط تحتاج لمشاهد يلتقط بذكاء إلمحات هذه الحوارات وتشكيلها وفق خبراته ليستلهم فكرة أو حساً يثريه.

التراكات، أو صوتيات الفلم أيضاً تداخلت بذكاء مع مشاهد الفلم وحواراته ، عبر أغنيات أجنبية يستمع إليها الابن، حاولوا أن ترجعوا لقصائد هذه الأغنيات –إن لم تعرفوها- لتقدّروا الذّكاء المتدفق الذي صُنع به هذا الفيلم ، مثلاً في جزء صراع الابن المرير مع خيالاته ، وبينما خيال ابيه يحدّثه يظهر الابن مستمعاً لأغنية لا يبدو منها سوى جزئيات تقول:

…. always
I really feel
That I’m losing my best friend
I can’t believe
This could be the end
It looks as though you’re letting go
And if it’s real…
Well I don’t want to know

:”(

لتتلقوا جرعة من الدهشة السمعية أيضاً،وجرعات أخرى في حال ربطتم بين جميع أبيات Don’t Speak والمشهد.

:”(

أعرف أن الفيلم لا يزال يبدو غامضاً –لمن لم يشاهده- لكنني أحترم دهشته التي لا أريد (تبريدها) أمام من لم يشاهده، أخيراً: ضعوه على قائمة أفلامكم : يُشاهد قريباً : )


الفـن … اللغة المحترمة !

www.acm.org/crossroads/xrds3-3/color.html

الفن: القاموس الذي لا يخضع لتوقيع “هوية محددة” ممهور بآخره سوى بـ “مجرد انسان” ، لغة التحاور بين “دواخل” بشر مختلفين في كل شيء سوى أنهم “انسانيون جداً” ، ليس أكثر من أن تكون “انسان” لتكون أحد الناطقين بهذه اللغة المُدركين لدلالاتها ، المُدركين لأهميتها في إعطاء “الحياة” معنى مختلفاً بإيحاء عميق من “الذات”.

الفنون بأنواعها لغة تحترمها الشعوب كافة إلا من دنى أو تدلى عن كونه انساناً حقيقياً. الفن لا يمكن أن يصبح “نقطة جدل” يكون بعدها أو لا يكون ، لأنه “سرمدي” وكائن للأبد والجدل فيه عبث! والأفضل من ذلك إدخار الوقت للاحساس به والتفاعل معه ، انشاءً واستجابةً وتطويراً.

يكون “الفن (بأنــواعــه !) ” مجرد محاولة لرسم ماهية “الروح” التي لا نعلمها ، نحاول أن نجعل المادة (الورقة – اللوحة – العجين – الآلة …. إلخ ) مرآة نرى من خلالها واضحاً ما نشعر به هلامياً.

يكون الفن “رأياً” نصبغ به الآخرين فـ: تعجبني أنت أو لا تعجبني … يمكنكُ أن تعرف ذلك من خلال “فنّي! ”

يكون الفن محامياً شريفاً لقضية فقدت مناصراً أو فقد مناصرها قوته أو استحقاقه في الدفاع.

wall2

الجدار العنصري العازل والفن الفلسطيني

يكون الفن “ثورة وردية” ، الفن لا يجرح ، لا يكسر ، لا يريق دماً …. الفن محكمة شريفة لا يملك المجرم فيها إلا أن يقول: أنا مخطئ!

الفنّ ، يكوّن أفكارك ، يدثر أحساسك أو يفضحه ، الفن يغيّرك بينما يجعلك “تستمتع!” في الوقت الذين يكون فيه التغيير بغيره يتطلب كفاحاً وخسائر.

لذلك يعجبني جداً “عبد الله ثابت” – رغم عبث المصنّفين – لأنه يكتب بـفن عن الفن دائماً كأداة يوصل من خلاله أفكاره.

الفن – كأي شريف محترم آخر – مُعتدى عليه ، من زمرة لم تستطع أن ترتقي إلى سمّوه فرأت أن تتقمّص ملابسه وهيئته

دون أن تدري أن الفن لايمكن أن ينزل إليها…

وإعلامنا العربي المريض – كعادته الميمونة – يبدأ من الأسفل ليصل إلى الأسفل منه ، كشريك –غير شريف- في اعتداء غير شريف على أكثر محاور الحضارة الانسانية نزاهة وشرفاً.

وأنتَ أيها العربي العزيز … بيدك “الريموت !”

أداري لوعتي بالمُنى …!

لَيْسَ الصَّديقُ الذِي تَعْلُو مَنَاسبُهُ

بلِ الصديقُ الذي تزكو شمائلهُ

إنْ رابكَ الدهرُ لمْ تفشلْ عزائمهُ

أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسائِلُهُ

يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَة ٍ

وَ لاَ تغبكَ منْ خيرٍ فواضلهُ

الرجل الذي جمع بين شجاعة الفروسية والجهاد ورهافة الحسّ ورقيق الغزل ، (فارس السيف والقلم) لقبه الذي يستحق أكثر منه … محمود سامي البارودي (1839-1904) ، مصري من القاهرة

عندما أريد أن انتخب شاعراً أسهر مع دواوينه وأعيش مع سيرته يهمني كثيراً أن أبحث عن سؤال كبير: هل كان مهاجراً أو مسجوناً؟ الهجرة والسجن تتضمنان معنى عميق للـفقد، الفقد هذا طوفان من الإلهام والإبداع ، البارودي تم تهجيره لحوالي 17 عاماً مع زعماء الثورة العربية لأنه ناضل ضد الاحتلال ببسالة، يعشق بلد مصر ويجسدها ليتغزل فيها بكثير من الحب والحنين،وقد عاد إليها في آخر عمره لضرورة العلاج وقال حينها “أنشودة العودة

أبياته مليئة بالحكمة والآداب سهلة العبارة، هي ليست للمهتمين بالشعر فقط بل لكل فرد يسعى لتزكية نفسه وترقيتها، لنقرأ مثلاً:

إنْ شئتَ أنْ تحوى المعاليَ ، فادرعْ – صبراً ؛ فإنَّ الصبرَ غنمٌ عاجلُ

احلمْ كأنكَ جاهلٌ ، وَ اذكرْ كأنـــــ ــكَ ذَاهِلٌ، وَافْطُنْ كَأَنَّكَ غَافِلُ

فلقما يفضى إلى َ آرابــــــــــــهِ – فِي الدَّهْرِ إِلاَّ الْعَالِمُ الْمُتَجَاهِلُ

دون أن أتوقف مع الزخم الشاعري في استعاراته وتراكيبه اللغوية البديعة.

وفي الحكمة لنقرأ :

لأمرٍ ما تحيرتِ العقولُ

فهلْ تدري الخلائقُ ما تقولُ ؟

تغيبُ الشمسُ ، ثمَّ تعودُ فينا

وَتَذْوي، ثُمَّ تَخْضَرُّ الْبُقُولُ

طَبَائِعُ لاَ تُغِبُّ، مُرَدَّدَاتٍ

كَمَا تَعْرَى وَتَشْتَمِلُ الْحُقُولُ

يكفي؟!

سأنتقل للضفة الأجمل والأعذب الحب والغزل … :)

الْحُبُّ مَعْنى ً لاَ يُحِيطُ بِسِرِّهِ – وصفٌ ، وَ لاَ يجري عليهِ مثالُ

وَ كذلكَ الأرواحُ يظهرُ فعلها – وَ يغيبُ عنا سرها الفعــــــــــالُ

حكمٌ تملكها الغــــــــموضُ – فلمْ يحطْ برموزها في العالمينَ مقالُ

وأيضاً:

هَل مِن طبيبٍ لِداءِ الحُبِّ ، أوراقِى ؟ = يَشفِى عَليلاً أخا حُزنٍ وإيراقِ

قَدْ كَانَ أَبْقَى الْهَوَى مِنْ مُهْجَتِي رَمَقاً = حَتَّى جَرَى الْبَيْنُ، فَاسْتَوْلَى عَلَى الْبَاقِي

حُزنٌ بَرانِى ، وأشواقٌ رَعَت كَبِدِى = يا ويحَ نَفسِى مِن حُزنٍ وأشواقِ

وفيها يتحدث عن اغترابه في منفاه “سرنديب” إلى أن يقول:


وهوَّن الخطبَ عندى أنَّني رجلٌ = لاَقٍ مِنَ الدَّهْرِ مَا كُلُّ امْرِىء ٍ لاَقِي

يا قَلبُ صَبراً جَميلاً ، إنَّهُ قَدَرٌ = يَجرِى عَلى المَرءُ مِنْ أسرٍ وإطلاقِ

لا بُدَّ لِلضيقِ بَعدَ اليأسِ من فَرَجٍ = وكُلُّ داجِية ٍ يَوماً لإشراقِ


مذهل هذا الانسان ونتاجه غزير … واقرأوا إن شئتم هذه الروائع :

ما لقلبي من لوعةٍ ليس يهدا؟!

هل من فتىً يُنشد قلبي معي ؟

أبى الضّيم ،فاستل الحسام وأصحرا (رائعة)

أليس من العدل أن تسعما؟

:)

آذان النساء وكلام الرجال


[النساء لا يسمعن مالا يقوله الرجال] هذه النتيجة المتمثلة في عنوان كتاب هي ما يريد “وارين فاريل“اثباته. الكتاب يحمل رؤية مختلفة عن السائد في كتب العلاقات بين الجنسين ؛ كان يتكلم عن المنطقة الصامتة عند جنس الرجال التي لا يتحدثون عنها وبالتالي لا يسمعنها النساء!. إن المرأة بطبيعة تكوينها الفطري تستطيع وبأكثر من طريقة أن تبوح باحتياجاتها المختلفة التي تفترض من الرجل أن يلبيها لها ؛ كما أنها لا تجد حرجاً من التحدث عما تقدمه من خدمات وربما بقليل من المبالغة من أجل أن تحصل على التقدير اللائق! مثلاً: في ساعة واحدة تقوم برعاية طفل وتوظب الغرفة وفي نفس الساعة هي تجهّر طبخة في المطبخ ؛ عندما تتحدث عن ذلك تقول بمبالغة: كنت أعمل لمدة 3 ساعات في 3 أعمال أساسية مرهِقة ؛ هي لا تكذب فهذا بالضبط ما تشعر به ؛ لكن ما تشعر به ليس هو الصحيح تماماً!. كامرأة فأنا أعترف بهذا الأمر وأجده واقعياً نحن نتحدث بشكل جيد عن احتياجاتنا وخدماتنا؛ مؤلف الكتاب يرى أن منظمات حقوق المرأة تمثل حديثاً إضافياً ومضاعفاً فالمرأة التي لا تفصح لأي سبب ستجد منظمة كاملة تتحدث بالنيابة عنها! لكن مهلاً! أين الرجل؟

إن الرجل وبطبيعة فطرته لا يفصح بالكلام عن احتياجاته كما أنه يخجل من الحديث عما يقدمه من خدمات لأنه يرى أن ذلك واجبه وأنه من غير اللائق أن يتحدث عن واجباته ؛ النتيجة النهائية لهذا الصمت أنه لا يحصل على التقدير المكافئ لما يفعله ؛ الشيء الأسوأ أنه لا يجد من يتحدث نيابة عنه لا في كتب منشورة ولا برامج إعلامية، فهل تجدون الأمر – بهذا الشكل- عادلاً؟

يقدم الكتاب الكثير من الدراسات والكثير من نتائج البحوث وورش العمل الممتدة لأكثر من ثلاثين عام الداعمة للفكرة التي تساعدنا على فهم هذه العلاقات بمنأى عن التأثير الإعلامي وبمنأى عن الانطباعات الشخصية وبطريقة موضوعية علمية مقنعة للعقول المنصفة. قرأت الكتاب واستفدت جداً منه وساعدني على موازنة الكثير من العلاقات حولي ؛ أستطيع أن أقول أنه غيّر بعض القناعات لدي ؛وأنه يمثل إضافة في أي رصيد ثقافي. الكتاب في 438 صفحة لا يمكن اختزاله في مقال مختصر ؛ لكنني أنصحكم أن يكون ضمن قائمتكم لهذا الشهر كما أسعد بأن تشاركوني فوائدكم حوله. أتمنى للجميع قراءة ممتعة مفيدة.

___

*الكتاب مستعار :) إذا رجع أصوّر غلافه (العربي) ان شاء الله.

*لم أجد روابط عربية :/

منيرة الموح – الإسلام اليوم

d985d988d986d98ad8b1d8aad98a

منيرة الموح القلم الذي أراهن عليه دائماً بيقين ، القلم الذي رغم توالي نجاحاته إلا أنني أصرّ أنه يستحق الأكثر …

تكسبه الآن مجلة ( الإسلام اليوم ) ، في أول خاطرة منشورة بالاسم الصريح … بعنوان [ المُتكأ ]

استمتعوا :


المتّكأ

[ صاحبُ المعروف لا يقع .. وإن وقع وجدَ مُتكأً ]

في اللغة ” المُتَّكَأ ” : ما يُتَّكَأ عليه , أي ما يُعتمدُ عليه عند الجلوس أو لطعام أو شراب أو حديث .. قال العزيز : فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إلَيْهِنَّ وأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً

( 31 – يوسف )

المتكأ .. منشودنا حال الراحة وهدفنا حال أنس .. ليّن لدرجة أننا قد نغفو عليه .. وقاسٍ أحياناً لدرجة انه يتحمل ثقل أجسادنا .. حيث نرمي أنفسنا عليه بثقة أنه لن يخذلنا ..

المُتكأ يستقبل كل شيء منا بلا ضجر .. بلا تأفف .. يقبلنا بكل ما فينا .. قريب هيّن .. حتى الأطفال لا يصعب عليهم أن يتعاملوا معه في لعبهم وأنسهم ..

وبعض النفوس الغضبى .. لا يهدئ روعها إلا ضربات عليه او لكمات ..

وحين نُشير لصدر المجلس .. لضيفٍ نكرمه .. يستحيل أن يخلو يمين مجلسه من مُتكأ يستند عليه ..

قالت : أشعر أنني مثل المتكأ .. يستند عليّ الأحباب لأجل راحتهم ولا يخطر ببالهم لحظة أنني قد أتأذى وربما هجروني بعد انتهاء مهمتي ..

قلت : أفلا تحبين أن تحملي صفة من صفات المؤمنين الكُمَّل { أَذِلَةٍ على المُؤمِنِينَ } 54 – المائدة
التواضع , لين الجانب , حُسن التعامل , الإنصات , حفظ الأسرار وغيرها صفات تحملينها تجعل منك موضع ثقة وظهراً قويّاً لمن يحبك ..

بيننا أرواح تحمل بعض صفات المُتكأ .. يستعملها باريها لإسعاد عباده ورفع الضر عنهم حال الكُرب .. ولا يضيع لهم خير ماداموا في حمى الكريم ..

قد يأنف البعض من فلسفة المُتكأ .. لكنها الحكمة ضالة المؤمن .. جعلني الله وإياك ممن يتكئون على أرائك الفردوس .


بـ عميق الفرح ، وبـ كثير من الاعتزاز أقول: هذه صديقتي و متكأي

مونيرا خطوة مباركة أهنئك عليها وKeep moooooving :)

! … She knows

يحكي قصة هيلين كيلر

القصة التي قرأتها في الصف الرابع الابتدائي

ولاأزال أحمل الامتنان لمعلمتي (طيبة العمودي) التي اعارتني الكتاب

وللكاتب عبد الله ثابت الذي ذكّرني بها هذا الصباح

استلهموا …. : )

(F)

_____

و بقلم عبد الله ثابت:


هيلين كيلر (1880 – 1968) عاشت عاماً ونصف عام بصحة تامة، ثم أصيبت بالتهاب السحايا والحمى القرمزية، التي ذهبت بسمعها وبصرها، وبالتالي خسرت اللغة، وكانت على وشك أن تقضي حياةً معزولةً عن العالم، حيث بقيت دون أي وعي بأي شيء لعدد من السنوات، وفي أحد الأيام وبشكل مفاجئ تتعرف بيدها على الماء، واستغرقت وقتاً وهي تضع راحتي كفيها تحت الماء، ثم انطلقت بهستيرية تتعرف باللمس على الأرض والأشجار والبيت وتفاصيل الأشياء.. ومن تلك اللحظة جمع الله لها سمعها وكلامها في راحة يدها، وهيأ لها مربيةً اسمها “مارتا” التي كانت معها في تلك اللحظة، فعلمتها كيف تتصل بهذه الحياة عبر كفّها، فلم تبلغ السابعة إلا وهي تعرف دلالات ستين لمسة في باطن يدها، لكل لمسة أو نقرة دلالة ومعنى، وصار من يرغب أن يقول لها شيئاً فإنه ينقر بأصابعه في باطن كفها نقراتٍ منتظمة، لتفهمه فوراً وتجيبه بذات الطريقة. وخلال فترة وجيزة أتقنت تسعمائة لمسة، ثم تعلمت لغة برايل وأتقنتها بأربع لغات، وأخيراً درست حتى حصلت على شهادتي دكتوراة، إحداهما في العلوم والأخرى في الفلسفة، وفي آخر حياتها ومن خلال تحسسها لأفواه وحناجر من يحدثها، استطاعت رغم صممها أن تجعل للأصوات التي تصدرها معنى، وأخيراً نطقت وعاماً إثر عام تحسن نطقها حتى تكلمت بوضوح!
* هذه المرأة أصبحت من أهم أدباء العالم، وترجمت كتبها إلى عشرات اللغات، ووصفت بالمعجزة، وأصبحت حكاية حياتها فيلماً من أكثر الأفلام المؤثرة، والتي لا يسع الإنسان حين يرى هذه الحالة الإنسانية والإبداعية إلا أن يقف مذهولا أمام تلك المرأة الخارقة.

من أشهر عبارات هيلين كيلر “عندما يُغلق باب السعادة ، يُفتح آخر ، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا“.

الأشياء التي تخجل منها …

d985d981d8aad8b1d982-d8b7d8b1d982


تانر Tanner [بجدية] : أعرف هذا رامسدن! ؛ بل وحتى لا أستطيع كلية قهر العار ؛ نحن نعيش في جو من العار. نحن خجولون من كل ماهو حقيقي حولنا؛ خجولون من أنفسنا؛ من أقاربنا ؛ من إيراداتنا المالية ! من لهجاتنا ؛ من آرائنا ؛ من خبرتنا ؛ مثلما نخجل من بشرتنا العارية!. سيدي النبيل ؛ عزيزي رامسدن ؛ نحن نخجل من أن نسير على أقدامنا ؛ نخجل من أن نركب سيارة عمومية كبيرة للركاب! ؛ نخجل أن نستأجر هنسوميه بدلاً من الاحتفاظ بمركبة؛ نخجل من الاحتفاظ بفرس واحدٍ بدلاً من فرسين ؛ وسائس خيل وبستاني بدلاً من حوذي وخادم!

كلما ازداد عدد الأشياء التي يخجل منها المرء ؛ كلما كان الأكثر احتراماً!! لماذا تخجل من شراء كتابي وتخجل أن تقرأه؟! والشيء الوحيد الذي لا تخجل منه هو أن تحكم علي بسببه دون أن تقرأه! وحتى ذلك فقط يعني بأنك تخجل من أن تكون لديك أفكار ابتداعية. انظر إلى الأثر الذي اُحدثه لأن عرّابتي قد حجبت عني هذا الخجل ؛ لدي كل فضيلة ممكنة يستطيع الرجل أن يحصل عليها إلا …

رامسدن Ramsden : إنني سعيد بأنك تفكر بنفسك جيداً …!

تانر Tanner: كل ماتعنيه هو أنك تعتقد بأنه يجب عليّ أن أخجل من التحدث عن فضائلي! أنتَ لا تعني أنني لا أمتلكها ؛ تعرف تماماً بأنني متزن وشريف مثلك ؛ شخصياً صادق مثلك ؛ وأكثر صدقاً بكثير… سياسياً وأخلاقياً .

رامسدن Ramsden : أرفض ذلك! لن أفسح لك المجال أو لأي رجل بأن يعاملني كما لو أنني فرد من الشعب البريطاني. أمقت تحيّزه ؛ أحتقر محدوديته المتسمة بضيق الأفق ؛ أطالب بحق التفكير من أجل نفسي! إنّك تتظاهر بأنك رجل تقدّمي ؛ دعني أخبرك أنني كنت رجلاً تقدمياً قبل أن تولد!

تانر Tanner: أعرف أن ذلك كان من وقت بعيد جداً .

رامسدن Ramsden : إنني تقدّمي أكثر بكثير مما كنت عليه في الماضي! أتحدّاك أن تثبت لي بأنني في أي وقت تنازلت عن مبادئي أو استسلمت… إنني ازداد تقدمية كل يوم.

تانر Tanner: أكثر تقدماً في العمر ؛ بولونيوس!

رامسدن Ramsden : بولونيوس! إذن فأنت هاملت ؛ كما أظن!

تانر Tanner: لا أبداً ؛ أنا فقط الشخص الأكثر وقاحة الذي قابلته أنتَ على الاطلاق كما تقول! ؛ تلك هي فكرتك فيما يتعلق بشخص مثلي سيء تماماً … اسأل نفسك كرجل عادل ومستقيم: ماهو أسوأ مايمكنك قوله بكياسة عني؟ لص؟ كاذب ؛ ملفّق ؟ حانث بقسمه؟ شَره؟ ولا أي من هذه الأسماء ينطبق عليّ ؛ عليك أن تعود إلى النقص الذي أعاني منه في مسألة الخجل! “


الإنسان والانسان الأمثل – جورج برنارد شو

هل أنت جاهل؟ 2

لو بدأنا من حيث انتهينا في الجزء الأول ؛ عن تصنيف ما نبحثه جميعاً هنا ؛ لن نجد أو بالأصح لم أجد حتى الآن علم يأخذ المعرفة بكل جوانبها –كطرق اكتسابها ومقاييسها وتطويعها- بشكل مستقل ؛ إذا تكلمنا عن علوم مناهج العلوم أوتطوير الذات أو نحوها نجد المعرفة ومتعلقاتها جزء تقتبسه “تطوير الذات” من علوم أخرى هذا فضلا عن كون علوم “تطوير الذات-ونحوها” نفسها جزء من علوم أخرى!. التخصص الأقرب –كما ألمحت شدا -هو الفلسفة وأحدد الفلسفة المتطورة أو في عهدها الحديث خاصة التقليد التحليلي (مدرسة فلسفية امريكية وبريطانية) الذي يعتبر بنظرية المعرفة التي تبحث فيما تبحث سؤالين: ماهي المعرفة؟ وكيف نحصل عليها؟ جزء من مباحثها! لكن ليس بشكل مستقل وهذا المحك! برأيي مثل هذا العمود الفقري للتنمية الانسانية يجب أن يتناول بتخصص واستقلال.

بالنسبة لمقياس المعرفة العامة النسبي (المتضمن جواب: هل أنا جاهل؟ / مع تجاوز الفارق بينهما) ؛ كان هناك شبه اتفاق ضمني أن القياس يكون بالنسبة للمعلومات المشاعة أو المشهورة؛ لكن كما قلت هذا لا ينضبط لاختلاف المشاع عندك وعندي ؛ ربما كان الأصوب أن يقال (المعلومات المتاحة) … بهذه الكلمة نكون نقترب من التحديد

ذكرتم في التعليقات أنه لا يجب أن نبحث عن مقياس المعرفة؛ مستقلاً عن تخصص الفرد نفسه بالاضافة لطبيعة بيئته ؛ ألمحت لذلك ماجدة ؛ وبشكل أوضح تكلم حسن ؛ وأيضاً من الناس.

لو أخذنا كل هذه المعطيات والجزئيات وحاولنا نظمها في نتيجة أو شيء كلي ؛ سنجد أن المقياس لمعرفة الفرد العامة يكون بالنسبة إلى:

  1. استعداده الطبيعي (الخَلْقي) لأخذ المعلومة. (استعداد المعاق عقلياً مثلاً يختلف عن استعداد الفرد الطبيعي الذي يختلف عن استعداد الفرد مرتفع القدرات العقلية)
  2. احتياجه الضروري لاكتساب المعلومة. (مريض السكر يجب أن يعرف ما يتعلق بالمرض لضرورة صحته أو كل مسلم يجب أن يعرف كل أحكام الصلاة لضرورة دينه) وإن شئتم قياس الضرورات فيمكن الرجوع للضروريات الخمس.
  3. احتياجه الوظيفي التكميلي لاكتساب المعلومة. (مثلا كل زوج ليس عقيم يجب أن يتعلم ضروريات التربية ؛ كل طالب عليه أن يلم بضروريات طرق التعليم وغيرها ؛ الإمام يلمّ بأحكام الصلاة والإمامة مالا يحتاجه المأموم؛ المزارع ..إلخ ).
  4. الاحتياج البيئي (الطبيعي والصناعي)لاكتساب الفرد للمعلومة. (مثلا يجب أن يعرف الفرد الساحلي أن تلويث البحار يضر البيئة وبالتالي يهدد احتياجاته كزياده تكلفة تحلية المياه للشرب؛ الفرد بجوار المصانع يتعلم الوقاية من أضرارها أو حتى حماية مصالحها الصناعية …إلخ )
  5. تعدد مصادر اكتساب المعلومة للفرد. (الذي يستطيع القراءة ولديه انترنت وتلفاز وإذاعة ليس كمن يفقد شيء من ذلك وتتحدد مصادره)
  6. إتاحة المعلومة والقدرة على الاستفاد من المعلومة المتاحة. مثلا: قد لا تكون المعلومة أصلاً متاحة مثلا ألا تكون موجودة بلغة الفرد (مثل دراسات اليونسكو الانجليزية >> مو عاجبيني الوضع) أو تكون متاحة وبلغتي لكن على موقع الكتروني وأنا لا أملك انترنت فلا قدرة على الاستفادة من المعلومة؛ أو يكون العجز بسبب مالي (اقتصادي) أو حتى اجتماعي ؛ بعض العوائل تفرض حجراً تعليمياً على ابنائها للأسف بحجة حمايتهم!

    لو أردنا جمع هذه الدرجات الست لقياس: هل أنا جاهل؟ ؛ في كلمة ربما نستطيع أن نقول: مقياس المعرفة العامة للفرد تكون بالنسبة للفرد نفسه وظرفه المتعلق به.

    سؤال حتى الآن لا أعرف إجابته: هل يمكن اعتبار (الزمن) بمجرّده (أي بدون متعلقاته الحضارية-توفر التعليم وووو) ؛ هل يمكن اعتبار الزمن بمجرّده مؤثرا في المقياس المعرفي (العام والمتخصص)؟ بمعنى لو أخذنا انسان من عام 1900 م أو حتى من العصر الحجري ؛ أخذناه بكل ظروفه الست السابقة ووضعناه في عام 2008 م هل سيتغير شيء في المقياس أو النتيجة؟ اممممممم فكروا :)

    لمحة أخيرة: هذا بخصوص الفرد الواحد ؛ لكن لا نهمل أن الأفراد يساعدون بعضهم بالتشجيع وغيره على اكتساب المعلومات أو ما يسمى بـمشاركة المعلومات ؛ لكن لا يعتبر هذا مقياس مستقل ؛ لأنه من الممكن أن يندرج تحت المعلومة المتاحة من صديق أو غيره ؛ لكنه يستخدم غالباً كعذر للأسف ؛ أذكر أن أحدهم لم يكن يقرأ وفي نقاش قال: أصلا الناس ما يشجعون لأنهم لا يقرأون وهذا خطأ بنظري!

    لمحة بعد الأخيرة: التدوينة محاولة تأملية أو بحثية ؛ لم تحمل دراسات بالتأكيد ؛ أي كما يقولون في ويكيبيديا: هذه المقالة بذرة تحتاج للنمو والتحسين ساهم في إثرائها.

    لمحة بعد بعد الأخيرة :

لا ؛ خلاص امزح :)

هل أنت جاهل؟- كم أنا جاهلةRE؟

Mike Burk

By:Mike Burk-للفائدة فقط

المستعجلين يقرأون المكتوب بالأزرق هو الملخّص ؛ للفكرة كاملة اقرأه كاملاً : )

كنت أفكر في أمر ؛ ألهمته من ردود أفعال بعض الناس على بعضهم عند تداول معلومات معينة أو أسماء شخصيات معينة ؛ مثلاً شخص يقول لآخر: هل تعرف مكونات طبقات الأرض أو السماء؟ يقول الآخر: لا! فيبادره الأول: جاهل! مافي أحد ما يعرف هـ المعلومة! ؛ أو يقال: هل تعرف مهاتير محمد ودوره في صناعة ماليزيا جديدة؟ يقول الآخر: لا! فيبجيه الأول: جاهل! هذه معلومة مشهورة ومافي أحد ما يعرفها !!! أيضاً رداً على تدوينة : كم أنا جاهلة؟ لـ فيميل .

في الواقع أن الذي يقول للآخر “جاهل” ؛ هو الجاهل بطبيعة المعرفة التي يكتسبها الانسان ؛ تأملت أن الإنسان مهما بلغت درجة ثقافته العامة أو المتخصصة فإنها لا يمكن أن تغطي كل العلوم ؛ وأننا جميعاً عالمون بالنسبة ؛ في نفس الوقت نحن جاهلون بالنسبة!

كمثال: لدينا ثلاثة متخصصين؛ طالب شريعة ؛ طالب طب ؛ طالب تاريخ ؛ كل منهم لديه ثقافة عامة تشمل التخصصات الأخرى ؛ وثقافة متخصصة في مجاله ؛ في النوع الثاني من الثقافة (المتخصصة) نستطيع أن نصل لنتائج أن: طالب التاريخ جاهل في الشريعة بالنسبة لطالب الشريعة ؛ طالب الشريعة جاهل في الطب بالنسبة لطالب الطب ؛ طالب الطب جاهل في الشريعة والتاريخ بالنسبة لطالبي الشريعة والتاريخ. وطالب الشريعة جاهل في التاريخ بالنسبة لطالب التاريخ؛ كما أن الأخير هذا جاهل في الطب بالنسبة لطالب الطب ؛ فشيخ الاسلام ابن تيمية البحر جاهل في الكيمياء بالنسبة لشيخ الكيمياء أو أبو الكميائيين ابن حيان!والعكس من الناحية التحصيلية العلمية.

.:. كلمة أن فلان “موسوعة علمية” ؛ خاطئة أو مجازية! لا أؤمن أنها حقيقة ؛

Continue reading