تقاويم جدارية إبداعية

إذا كان كل ما يتبادر للذهن التفكير فيه عند شراء تقويم سنوي جداري هو الحجم ، الشكل ، وأحياناً توفر مساحة لكتابة الملاحظات، مع تعليم على الأيام العالمية المهمة،
فهناك طريقة أخرى للتفكير والتنفيذ.

أثناء تصفحي لموقع مارثا ستيوارت المُلهم، وجدت هذا التصميم الجداري ، وطريقة تنفيذه  هنا ، أعتقد أن فكرة (الشخبطة ) على الجدارن فكرة محببة ، ومن الجيد أن نجد مبرراً لممارستها :) .

البعض الآخر فكر في القيمة الصحية فكان هذا التصميم:

Continue reading

لم أعد أؤمن 2 (مزلق الأوهام).

كنت قد تحدثت في المقال التقديمي السابق (لم أعد أؤمن) عن خط سيرٍ دائري نقود به أفكارنا بالنسبة لإيماننا بها، وهذا يشمل الأفكار من حيث هي أفكار بغض النظر عن تصنيفاتها، هذه الدائرة (دائرة الإيمان/الجحود) تنطلق بالفكرة من نقطة الشك إلى الوهم إلى الظن إلى اليقين، ثم يعود هذا اليقين متزعزعاً عبر الظن الثاني، فالوهم الثاني، فالشك الثاني، وهذا الشك بحد ذاته إنهيار لليقين، والذي قد ينتقل إلى الجحود وهي نقطة (لم أعد أؤمن)، الفكرة لا تنتقل اعتباطاً عبر هذه المراحل بل عبر منهجية عقلية سواء تعمدها الإنسان أو لا، وهذا هو الفارق الحقيقي بين إنسان مفكّر وآخر، وهو “الوعي” بأفكاره وتطوراتها.

مع الشك:

إذا علمنا أن الشك هو تساوي طرفي الإيجاب والسلب، أو تساوي درجتي الإيمان والكفر، فإن الفكرة تمر بمرحلة الشكّ مرتين (وفق الدائرة السابقة): المرة الأولى هي التي أقصدها هنا، وهي بسبب عدم وجود الفكرة في الذهن، وإن وجدت خارجة عنه، وهو الذي لا يكون معه أي معرفة بدلائل ثبوت الفكرة أو نفيها، ودرجتا الإيمان والكفر فيها هي درجة صفرية، فإن العقل السليم لا يسلّم بفكرة غير موجودة بتمامها في ذهنه ومعروف أن الحكم (الصحيح!) على الشيء فرعٌ عن التصوّر (الصحيح التام!) له، وهنا ترون أنني أساوي تماماً بين عدم وجود الفكرة في الذهن أصلاً وبين عدم تصورها بشكل صحيح وتام؛ فإن الأمر إذا لم يكن موجوداً على حقيقته في أذهاننا فهو غير موجود حكماً؛ فالفكرة إذن عند الشك بها شَكّاً أولياً تُتصوّر في ثلاث صور: عدميتها، تصوّرها بشكل خاطئ، تصوّرها بشكل ناقص. ودعونا نقف بإيجاز مع كل صورة:

http://bit.ly/dnP56x

عدمية الأفكار:

تصوّروا كم يمكن أن نخسر لو توقف عقل الإنسان عن إنتاج المزيد من الأفكار؟ سيتثلج التاريخ! ويجمد كل شيء ولن يتحرك سوى الزمن! غير أن هذه النتيجة تحدث فعلاً عند البعض على الرغم من استمرار الإنسان في إنتاج الأفكار وذلك لأنهم لا يفيدون من إنتاج غيرهم، ولا ينفتحون على عقول الآخرين، والأهم هم لا يهتمون بإنتاج الأفكار لأنفسهم ولغيرهم، هذا جليّ جداً في الأشخاص غير المستقلين والخاملين فكرياً، والأسوأ عندما لا يكتفي الإنسان بعدميّته فكرياً، بل يسلّم عقله لغيره، ويظل يمنح الآخرين تصاريح الانتفاع (الكمّي!) من عقله.

إنّ العقل آلة لا بد من تدريبها على إنتاج الأفكار ببحث المشكلات –مثلاً- وتلمّس حلولها، أو بتطوير حلول سابقة أو تغييرها وتبديلها. إن السؤال (لماذا) وحده – مثلاً- يفتح لنا أفقاً واسعاً من التأمّل، وكما أقول دائماً: لا تسأل عن الأشياء: لماذا هي كذلك فحسب، بل اسأل: ماذا لو لم تكن كذلك؟، إنّ التساؤل الدائم يمرّن العقل على بحث الأفكار وإنتاجها دون أن يكون هذا التساؤل منغلقاً على ذاته؛ فالانفتاح الذهني تجاه الأفكار و “أصحابها!” عامل أهم في تكوين المزيد من الأفكار.

Continue reading

لم أعد أؤمن!! 1

بينما كنت أشاهد برنامجاً علمياً وثائقياً، قام أحد الباحثين بطرح فكرة علمية وتحليلها وترجيحها، لكنه اختتم هذا العرض بإشارة مفاجئة بيده اليمنى قائلاً: لكنني الآن لم أعد أؤمن بذلك!

حفّزني هذا المشهد للشروع فيما كنت قد عزمت عليه في الكتابة عن خاطر اختمر ذات تأمّل في موضوع: “اعتناق الفكرة” حيث تأمّلت حال الفكرة –أيّ فكرة- بالنسبة إلى الإيمان بها، ووجدت أن تتبّع سير ذلك لا يفضي بنا إلى خط مستقيم متنامٍ من الإيمان دائماً؛ بمعنى أننا لا نستمر بالإيمان بأفكارنا أكثر فأكثر مع الزمن، بل قد يكون خط سير الإيمان دائرياً يعود بنا من النقطة التي بدأنا بها، أي من الجحود بالفكرة إلى الجحود بالفكرة مرة أخرى كما في المشهد السابق، وهذا التحرّك يتسق مع قوله تعالى: (لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ)، فإن هذه الآية الكريمة توحي أن الإنسان “حالة متغيرة” باستمرار وليست ثابتة، وأننا عندما ندعو “اللهم ثبتّنا على الإيمان” فإننا نقصد الثبات على حال الإيمان لا على درجته، فإننا مأمورون شرعاً بالسعي لزيادة “درجة” الإيمان الشرعي.

إذن؛ سأتحدث هنا إن شاء الله – عبر سلسلة مقالات- عن “دائرة الإيمان” بالفكرة سواء كان إيماناً إيجابياً أي بوجودها أو صحتها، أو إيماناً سلبياً أي بنفيها أوخطئها (الجحود)، وما الأطوار التي تمرّ بنا مع أفكارنا (أو تمر بها أفكارنا معنا!) خلال هذه الرحلة الدائرية؟ وما الذي يجعلنا نتوقّف عن تطوير إيماننا بأفكارنا؟ وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على “رسوخ” إيماننا بحيث يهوي هذا الإيمان بمجرد أن يشمّ رائحة “الشبهات”، أو بمجرد أن يذوق طعم “الشهوات؟ وغير ذلك مما يتعلق بالفكرة من حيث كونها فكرة بغض النظر عن اندراجها تحت أي تصنيف شرعي أو علمي أو غير ذلك، لكنني سأطبّق بعض الأمثلة على أفكار مصنّفة حتى لا يكون الكلام تنظيرياً مملاًّ أو فلسفياً محضاً.

يمكننا أن نتناول هذه (الدائرة الإيمانية) بالنظر إلى محلّ تكوّن أو صدور الفكرة، فمثلاً تبدو الفكرة المتكوّنة أو الصادرة عن نصّ قرآني أنّها تنطلق من طور: (اليقين بصحتها) بالنسبة للمسلمين لأنه: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)، وأنّ الفكرة المختصة “بدوران الأرض” مثلاً الصادرة عن عالم فلكي تضع هذه الفكرة في طور (الظن برجحان صحتها) بالنسبة لغير المختصين وغير المباشرين لعلم الفلك، وهكذا سنجد أن النظر بهذه الطريقة لا يخدمنا هنا لتعلّقه بنسبية الإيمان لصفة الشخص: الإسلام في المثال الأول، أو تعلّقه بخبرة الشخص: عالم الفلك في المثال الثاني، ولأنها طريقة تُسقط بعض أطوار تطوّر الإيمان بالفكرة المستهدفة بالتأمّل هنا.

ويمكننا أن نتناول (دائرة الإيمان) بالنظر لسلوكنا مع الفكرة..

التتمّة هنا: الإسلام اليوم – نوافذ فكرية.

يوم الأم ، هذا ما يجعلهنّ أمهات!

غالباً ما نحتفل على مستوى العائلة الأوسع بـ “أمهاتنا” في يوم الأم ، لديَّ الكثير من الصور التي أحتفظ بها في كل احتفال ، أضواء ، وأغنيات ، و “طبخ” كامل من أيدي البنات! فواحدة من “شروط” الاحتفال أن يكون من تحضير أيدينا ، كتقليد “رمزي” لطبخ الأمهات التقليدي الشعبي، وكثيراً ما ننافسهن في ذلك.

دائماً مايكون الاحتفال “مفاجأة” ، أمهاتنا بالتأكيد لا يحفظون تاريخ يومهم لأنه لاتهمهم “خرابيط!” هذا الجيل، لكنني أجزم أنهن يسعدن جداً وينتظرن هذا اليوم الذي يستقبلن احتفالاته “بالدموع” التي رأيناها مراراً عليهن.

نغني لهن “ست الحبايب” ، ونرتدي تيشيرتات تحمل عبارات حب ووفاء لهن  ، بينما يكون في المكان عبارات شكر وتقدير ودعم لرسالتهن في الحياة، الرسالة البشرية الأنبل على الإطلاق.

في عالم يتجه إلى “مكننة سلوكياته” فيفقد تصرفاته روحية الإحساس ويكتفي بجدارة المكينة والآلة التي تقوم بواجبها ، يكون قيّماً أكثر أن نجعل الأم وبرّها محوراً تمجيدياً يليق بها. كثير منا يؤكدون أن هذا الاحتفال يساعدهم على كسر الحواجز بينهم وبين أمهاتهم، ويجعل كلمة “أحبك” التي لم نتعوّد على قولها ونخجل من ذكرها تُقال في احتفال بطريقة ربما “كوميدية” ، لكننا بعد ذلك اليوم نشعر أننا نتحسّن فعلياً تجاه مفردات الحب ونقولها بطريقة أكثر وعياً وجرأة.

أرسل موقع msn للبريد هذا الموضوع:Things a mother will never stop sayiing

تجوّلت في العبارات التي كتبت بطريقة مرحة نوعاً ما،وهي جديرة بالتفكير ، ليس العبارات بل الطريقة المرحة! لماذا؟ لأن العبارات التي تبدو لنا مزعجة ، سرعان ما نستعذبها لو نظرنا لها بأفق أوسع ، وأنها تدل بشكل “مُضحك!” على تأثير الفارق بين الأجيال على تواصل هذه الأجيال في أبسط تفاصيلها اليومية ، بشكل شخصي: عدد غير قليل من تلك العبارات سمعته مراراً من أمي ،وأستطيع أن أضيف قائمة أطول ، لكنها تظل العلامة الأجمل التي تميّز قلب الأمهات وكما ذُكر في المقال السابق:

this is what makes them mothers

ماذا لو سألت : ما هي العبارات التي تسمعونها دائماً من أمهاتكم؟ :)

هنا: المجلة العربية .

لفتة جميلة ، وبادرة تقديرية أشكر عليها الأخوة الأعزاء في المجلة العربية ، على إعادتهم نشر أحد نصوصي عبر عدد المجلة الأخير رقم 398. مع شكري للأعزاء الذي نبّهوني لذلك مبكراً.

المجلة العربية تعرّف نفسها بأنها “مجلة الثقافة العربية” وتُعرف أيضاً بدعمها للمناسبات الثقافية وللفنون العربية التي تحمل وهجاً ثقافياً متجاوزة “ثقافة الجسد” وفتاة الغلاف التي شاعت بين المجلات العربية الأخرى، إلى “ثقافة الفكر والرؤية” .

يمكنكم تصفح العدد الأخير من هنا.

(F)

زين … عالم جميل :)

http://bit.ly/cyBBrn

الرسالة الثقافية والخدمة المدنية أصبحت جزءً مستهدفاً للشركات الاحترافية الكبرى.-سوى المحلية!- أذكر أن منتجات “لوزين” عندما شاعت في أسواقنا و “بقالاتنا” لفتت نظري بوضعها لعبارة “لا تنسى تسمّي” على مغلّفاتها، هذه رسالة ثقافية نبيلة فعلا. شركة “موبايلي” دخلت أيضاً برؤية دعائية ذكية وملفتة حتى لغير المهتمين بالتسويق، دفعتني لأن اخصص مجلداً في جهازي يحتوي على إعلاناتها “الإعلانية المحضة” أعني الخالية من الرسائل الثقافية لأجد متعة في مشاهدة الذكاء المتجسد الذي يزيح الصور “الماصلة” السابقة عن “عائلة أبو فلان وفلان” و”خطبة فلانة“!

قبل يومين وأنا أشاهد الإم بي سي ، جاءت “زين” بدعايتها الخلاّقة الجديدة ، الملهمة ، النبيلة ، وشديدة العُمق ، كم تتحفنا “زين” بالجمال ، والتي كانت تؤكد في إعلاناتها حتى قبل نزولها للسوق السعودية بـأنك “أنتَ جميل” وأنها و العالم من حولك “عالم جميل!”، التسويقيون في “زين” هم أنفسهم كتلة من الجمال والإبداع الصامت دون أن نعرف أسماءهم أو أصواتهم أو أشكالهم ، لكننا بالتأكيد نشعر بجمالهم. هذا إعلان الجمال الصامت.

الفرقة الاستعراضية خرافية (L)

للتذكير زين أيضاً هي من أتحفت صغارنا – ولأول مرة برأيي!- أغنية هادفة إبداعية “قطورة“، وأيضاً هي التي ساهمت في روحانية رمضان.

شكراً زين :)

هل تريد أن تنقل من مدونتي؟ …لحظة! + فكرة

أهلاً بكم مجدداً :)

هل تلاحظون شيئاً جديداً على يمين المدونة؟

http://www.uusu.org/content/index.php?page=3543

حقوق المؤلف©
كان يجب أن أكتبها منذ إنشاء المدونة ، لكن صُرفت عنها ، وهي الآن مكتوبة وأرجو أن تكون واضحة .

أما عند اقتباس بعض العبارات للتواقيع والتصاميم فسأمتن لو وضعتم اسم صاحب العبارة ، في الحقيقة يجب عليكم ذلك P-:
الحقوق تشمل كل ما أدوّنه هنا سواء كتابياً أو صوتياً أو مرئياً في حال انتقلت للتدوين الصوتي أو حتى المرئي.

أدعو كافة المدونين لاتخاذ نفس الإجراء ، قد يقول لكم “وسواس التواضع” إنّ ما تكتبونه ليس تاريخياً وليس ذا قيمة ذهبية حتى “تكتنزونه” باسماءكم ، هذا صحيح ، لكن حفظ الحقوق ليس لأجل أن ما نكتبه “خنفشارياً وفريداً” وإنما لأن هذه حقوق ويجب أن تُحفظ ، ولا بد أن نساهم في زيادة الوعي بهذه الحقوق، لعل كلمة “منقووول” الأكثر سماجة في التاريخ تقلّ في المحتوى المعرفي العربي على الانترنت.
تفضلوا هذه الروابط المهمة جداً لمعرفة ما لكم وما عليكم ككتّاب ، وزوّار:

المصنّفات المتمتّعة بالحماية.
أحكام المخالفات والعقوبات.
و أقف وقفة شكر لكل النبلاء الذين ساهموا بنشر ما أكتبه بالنقل أو المناقشة أو الاقتباس مع ذكر المصدر وكم كنت أسعد بكم كشركاء في الرسالة :) .
_________________

* فكرة:
فيما يخص المدونة أيضاً ، فأعترف أن سهولة “الفيس بوك” أغرتني وأنا سريعة الافتتان ، وهذا كان مما يبعدني عن التدوين أكثر،ولمعالجة هذا التشتت النفسي بين الاثنين فكرت في استحداث تصنيف ” فيسبوكيات” أنقل فيه صور حيّة من قلب الحدث :)  لبعض تحديثاتي في الفيس بوك ، والتي تكون من إنشائي ، كما تشاهدون هنا:

هل تؤيدون ذلك يا رفاقي؟
أحاول أن أعالج الكآبة التدوينية التي أمر بها >>يعني حاولوا تقولون:نعمممممم :) P:

شكراً للجميع .

أطفال السماء والجنّة

ما بين الترجمة العربية ، والانجليزية ، يظل الأطفال قطعةً رمزية من السماء … من الجنة

(Bacheha ye aseman-1997)

فلم قدمته السينما الإيرانية التي كثيراً ما سمعت عن جودتها ، ليحكي برمزية مدهشة الحكاية التي لا يمل الإنسان من صناعتها: حكاية “الفقر” ، هذا أبسط ما يمكن أن يمنحك إياه مجيد مجيدي المخرج المبدع في كل تفاصيل الحكاية ، ويمكن لشفافية روحك أن تلمح بوضوح مظاهر التضحية ، والكدّ ، والعرق الشريف.

هل يصنع الفقر إنساناً نبيلاً؟ أم إنساناً مجرماً؟

لطالما تساءلت عن ذلك ، لا أعرف الإجابة ، ما أعرفه أن الغنى يُفسد الكثير من “طينية” الإنسان ، من اقترابه من خصائص الطين ، حين يكون قوياً لكنه قابل للعجن ، قابل لأن تضع فيه بذرة لتخرج لك سنابل بأضعاف مضاعفة،قابل للتشكيل كجزء من “حيوية” حياته ، بعكس الغنى الذي يجعل الإنسان أشبه بالتحفة الفنية الجميلة جداً التي تتمنى اقتناؤها  و”قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي لقارون، إنّه لذو حظٍ عظيم “!.

“علي” الابن الفدائي، الذي أحببته جداً، يتنازل عن أحلامه البسيطة ليعيد تشكيل أحلام أخته “زهراء” ، ليجعلها راضية وسعيدة ، إنه يرضي نفسه من خلالها ، ويقدّر أحلامه من خلال أحلامها ، عندما تكون “زهراء” حاضرة عنده فإن “علي” يغيب عنده! هكذا حتى الفقر لا يسع الجميع.

أبو علي الكادح وأم علي الغير حاضرة “درامياً” بقوة ، يتلاشيان تماماً بوجود علي.

الوجود الفني للفلم مذهل ، الصور ، الزوايا ، الصوت … صوت الأنفاس الكادحة تجعلك تترقب قطرات العرق تسقط من جبينك وأنت تشاهد ، “الحذاء” هو رمز الفقر الذي اُستخدم ليحكي كل تلك التفاصيل، رمزية “الماء” الذي ينسكب بين مساكن الفقراء ، والذي يتوسّط بيوتهم أيضاً ليلبي “كل” احتياجاتهم منه والذي يظهر في بيوت الأغنياء كأداة لري حدائقهم المنزلية الواسعة ، رمزية “الابتسامة” التي يطلقها كل من الطفلين يجعلك تشعر بقيمة انتصاراتهم اليومية الصغيرة  ، “الخوف” في شفاه علي المرتجفة (بمهارة) ودموع زهرا ، علي الذي يخاف من عنف والديه دون أن يقوم مجيدي بتصويره كعنف جسدي، لا أدري لماذا لم يفعل؟! هل يريد أن يقول أن الفقر يجعلك “تخاف” حتى من غير الموجود؟ أم أنه يريد أن يوفّر على المشاهد دموعه المالحة؟

الأحداث الدرامية يمكن تنبؤها ، لذلك كانت الدهشة الحقيقية في تصوير الحدث وتفاصيله أكثر من الحدث ذاته.

تقيمي للفلم 8/10

أمر أخير ، لدى المخرج مجيد قائمة من 15 فلماً ، بالتأكيد واحد منها سيكون ضمن قائمة المشاهدة التالية بالنسبة لي :)