جرعة زائدة من الواقعية …

يبدو يوما مثاليا لمواجه القلق والخوف بصدر أعزل، عدوّان ماهران وصدر مخطوف الأنفاس، ككل المواجهات التي لا نملك فيها رفاهية الهرب

…ننجو مرة أخرى، وبالطريقة التي يبالغ فيها الأبطال الخارقون عند إرسالهم في مهمّة خطرة، نعود مرتعدين، نحاول التأقلم من جديد مع رتم الحياة كما تبدو في طبيعيّتها، ثم نكنشف أننا نجونا هذه المرة ولكن حدث خطأ هامشيّ، نجونا مصابين بجرعة زائدة من الواقعيّة …

نعود لنسمع أغنياتنا المألوفة، يتخلّف عن الألفة شطر منها، أو نوتة، نشعر أن ذلك يفوق ما نستوعبه من الواقعيّة، نصف الأغنية بأنها “مبالغة شعورية” أو “دراما” ، ثم نودّ لو أننا قادرين على أن نبالغ في شعورنا بما يكفي ليكون أغنية!

هزمتنا الواقعية يا صاحبي، بفرد الاحتمالات، ، هزمتنا بالخطط البديلة التي نحملها على أكتافنا لأننا واقعيين ما يكفي لتوقّع كوارث فادحة، هزمتنا عندما انسكبنا على دفعات بدلا عن أن ننهمر، هزمتنا يا صاحبي بماذا لو، صحيح ولكن، تقريبا … ليس إلى هذا الحد!

فقدنا هدئة المجاز في كل مرة أصغينا فيها لصخب الحقيقة، أطفأنا الوجد بالاعتذار المسبق عن الإزعاج، استرخينا على الشاطيء الآمن، نسينا روعة الأمواج!

تركنا العشم على قارعة الطريق، وقفنا على الحافّة بمهارة المتخفّفين من ثقل الرغبة، نعالج التأرجح – إن حدث – بالاستعداد للسّقوط الحر، فلا شيء نخسره

صادقنا الأدرينالين الذي لعنّاه ذات مرة، استبدلنا استناد الأكتاف بضربة “هاي فايف” خفيفة، ولم يفقد الأمر متعته، واكتشفنا أن صدورنا يمكنها البقاء .. كما تفعّل صبّارة!

صاحبي، أنت بخير،

إلى أن تعود مصابا بجرعة زائدة من الواقعية، ويستعصي عليك شطر في أغنية!

3 thoughts on “جرعة زائدة من الواقعية …

Comments are closed.