أحبّني في المساءات المكررة في تِرس الرتابة، في نهاية الأسبوع عندما يتأخر طلب العشاء، في يوم الدايت المفتوح، في العشر دقائق قبل يوم عملٍ مرهق وعندما يتعرّج خط الآيلاينر بفعل رمش مفاجئ، أحبّني عندما أرغب في التضجر من حرارة الشمس “الحارّة ككل يوم، أعرف!” ، وسأحبك بين شوطي مباراة ناديك الصعب، بعد انتهاء التحليل؟ طيّب، أو عندما لا تجد موقفا لسيّارتك وترغب في شتم الرصيف والزحمة وجارك ورجل المرور، سأحبك بقدر المسافة بين مكتبك ومكتب مديرك عندما يريدك على عجل ويمدّها قلقك، أو عندما لا تصوّت أغلبية رفاقِك على المطعم الذي ترتاح فيه، عندما ترغب في الشكوى من أمّك، أو عندما ترغب في خوض مشكلة اعتباطية…

الحب هو لهزائمنا اليومية الصغيرة، لوقت المنافسة على طاولة بلياردو، لممارسة شغف المناورة..
أما هزائمنا الكبرى – تعرف- أننا نستطيع مواجهتها كأبطال عُزّل لديهم من الجنون ما يكفي لحرق بابل، ومن الشجاعة ما يكفي لتمضية الموقف بكرامة،

هزائمنا الكبرى هي تجربتنا المباشرة مع وجودنا، هي أمر أشد خصوصية من أسرارنا المهموسة منذ الصفّ الرابع، هي حُبنا “الفرداني” الأعظم.

2 thoughts on “

  1. جميل … عاشت أناملك منال.

    “وأحياناً عندما نفقد ذاتنا و نجدها”

Comments are closed.