عبرتُه …
ولقد مَسست وجهه وكان ملمسه النّعيم والنَّشيد والأماني وحكايا النوم وكلّ ما خطر على قلب الأسيف من أفاعيل الذِّكريات، كان ملمسه البَهاء والسّخاء والآهِ في مواويل الأغنيات، وأحببته ثم أحببته مرةً أخرى وثالثةً حتى استطال في روحي كالجذع أهزّه من هلع فيسّاقط أنين، آهٍ ياللحنين!
ثم جاءني منكبّا منسابا كدموع الصّديقات، مندفعًا كغيرةِ الآباء، متقدما كبسالة الأشقّاء، قلتُ: كن… فكان كأن لم يكن غيره، لا قبله، لا بعده، شاهدا على الرّجال وهم ينهزمون قبل حذر المحاولة، فلا نالوا شرفها، ولا نالوا الوصول، وصل هو فانقطع عند قدميه الطّريق، آهٍ للتيهِ..
واحتضنتُ كفّيه فانخلق في خطوطهما صيفا بديعا كأجساد الصّبايا على الشواطيء، ولاحت بَين بيْننا سماحة كوجوه الأمهات ورقة الحنا في كف جدة لها حفيد وحيد، وانرسم لي في كفّيه تاريخا لا نهاية له، ابتدأ من لحظة تبسّمه وانطرح كل تاريخي على شفيته … وماعادت تُنجيني القُبُلات..
وغنّى لي! … غنّى هديرًا فُراتيّا فانصاعت له الدّجلة كالصدى، فضحكنا كما تفعل السّماوات قبل أن تزفّ الديم فوق البيد تشرأبّ إليه حناجر المستسقين، آمين لصوتك، آمين لصمتك.. آمين.
وامتد طولك فارعًا مضاهيا أصالة النَّخيل في أرضنا، في العَلم، أقف إليك على أطراف ولعي تحيّةً ونغم، عساني أُثمِر فيك خلاصَا مما مضى، سُكّرًا لما قد يجيء، خُذني فردًا، خذني وِترا، خذني سبعًا أو للأبد..
ولا حب ولا هنيئا ولا بطيخ… you took it a bit too far my friend