آذان النساء وكلام الرجال


[النساء لا يسمعن مالا يقوله الرجال] هذه النتيجة المتمثلة في عنوان كتاب هي ما يريد “وارين فاريل“اثباته. الكتاب يحمل رؤية مختلفة عن السائد في كتب العلاقات بين الجنسين ؛ كان يتكلم عن المنطقة الصامتة عند جنس الرجال التي لا يتحدثون عنها وبالتالي لا يسمعنها النساء!. إن المرأة بطبيعة تكوينها الفطري تستطيع وبأكثر من طريقة أن تبوح باحتياجاتها المختلفة التي تفترض من الرجل أن يلبيها لها ؛ كما أنها لا تجد حرجاً من التحدث عما تقدمه من خدمات وربما بقليل من المبالغة من أجل أن تحصل على التقدير اللائق! مثلاً: في ساعة واحدة تقوم برعاية طفل وتوظب الغرفة وفي نفس الساعة هي تجهّر طبخة في المطبخ ؛ عندما تتحدث عن ذلك تقول بمبالغة: كنت أعمل لمدة 3 ساعات في 3 أعمال أساسية مرهِقة ؛ هي لا تكذب فهذا بالضبط ما تشعر به ؛ لكن ما تشعر به ليس هو الصحيح تماماً!. كامرأة فأنا أعترف بهذا الأمر وأجده واقعياً نحن نتحدث بشكل جيد عن احتياجاتنا وخدماتنا؛ مؤلف الكتاب يرى أن منظمات حقوق المرأة تمثل حديثاً إضافياً ومضاعفاً فالمرأة التي لا تفصح لأي سبب ستجد منظمة كاملة تتحدث بالنيابة عنها! لكن مهلاً! أين الرجل؟

إن الرجل وبطبيعة فطرته لا يفصح بالكلام عن احتياجاته كما أنه يخجل من الحديث عما يقدمه من خدمات لأنه يرى أن ذلك واجبه وأنه من غير اللائق أن يتحدث عن واجباته ؛ النتيجة النهائية لهذا الصمت أنه لا يحصل على التقدير المكافئ لما يفعله ؛ الشيء الأسوأ أنه لا يجد من يتحدث نيابة عنه لا في كتب منشورة ولا برامج إعلامية، فهل تجدون الأمر – بهذا الشكل- عادلاً؟

يقدم الكتاب الكثير من الدراسات والكثير من نتائج البحوث وورش العمل الممتدة لأكثر من ثلاثين عام الداعمة للفكرة التي تساعدنا على فهم هذه العلاقات بمنأى عن التأثير الإعلامي وبمنأى عن الانطباعات الشخصية وبطريقة موضوعية علمية مقنعة للعقول المنصفة. قرأت الكتاب واستفدت جداً منه وساعدني على موازنة الكثير من العلاقات حولي ؛ أستطيع أن أقول أنه غيّر بعض القناعات لدي ؛وأنه يمثل إضافة في أي رصيد ثقافي. الكتاب في 438 صفحة لا يمكن اختزاله في مقال مختصر ؛ لكنني أنصحكم أن يكون ضمن قائمتكم لهذا الشهر كما أسعد بأن تشاركوني فوائدكم حوله. أتمنى للجميع قراءة ممتعة مفيدة.

___

*الكتاب مستعار إذا رجع أصوّر غلافه (العربي) ان شاء الله.

*لم أجد روابط عربية :/

18 thoughts on “آذان النساء وكلام الرجال

  1. طيب .. ربما لأن الكاتب هو “رجل” فهو يتحدث كهذا من وجهة نظر ذكورية .. فمثلاً الشخص في الوظيفة كثيراً ما ينسب لنفسه أعمال قام بها أخرين .. وهو بذلك يتحدث عن خدماته وإنجازاته .. لماذا يصمت مثل هذا الرجل عندما يكون مع زوجته ..

    ربما يكون هذا الكتاب يعبر عن وجهة نظر شخصية للكتاب، هذه هي وجهة نظري الشخصية ..

  2. تلف
    يحتاج أولا أن تعلّمه “طقوس” حب الخشم

    /

    حركاتي
    صحيح، ولكل رجل ولكل امرأة روشتة التعامل الخاصة ، وهذه الدراسات تساعدنا على وضع خطوط عريضة..

    /

    مستر بوند
    لذلك قلت في الكتاب [دراسات وبحوث علمية] تساعدنا على الفهم العادل بمنأى: عن الانطباعات الشخصية.

    في الكتاب يوجد جواب على تساؤلك: “لماذا يصمت مثل هذا الرجل عندما يكون مع زوجته”
    مع ذلك فالكتاب كما قلت يتحدث عن المنطقة الصامتة (جانب الرجل) هو تكميلي للكتب التي تتحدث عن المرأة واحتياجاتها.

    /
    من الطريف (الذي تثبته دراسات وارين أيضاً) أن الرجال أنفسهم يرفضون أحياناً من يدافع عن حقوقهم أو يخجلون من ذلك لأنهم تحت سيطرة فكرة “البطولة” الرجل السوبر الذي يجب أن يسد احتياجات الآخرين دون أن يطلب من الآخرين مساعدة… لكنه يبقى في الأخير: انسان يكبت احتياجاته.

  3. طرح جميل وَمشوّق للكتاب
    سيكون من ضمن الـ قائمة بإذن الله ،
    ولكن لا أعتقد لهذا الشهر %)


    سأعود هنا بعد القراءة ،
    لا بأس إن عدتُ متأخرة، أليس كذلك ؟ : )

  4. كلام صحيح إلا أني أننظر للموضوع من ناحية أخرى فهذي هي طبيعة المرأة التي على الرجل أن يتقبلها كما هي بلا إضافات فهو الأوسع صبرا والأكثر حلما والأرحب والذي عليه استيعاب المواقف و إشعار المرأة ” زوجته” بالتقدير لكل عمل تقوم به دون أن يقلل من هيبته
    شكرا لمدونتك اللطيفة

  5. zienah

    بالتأكيد حيّاك في أي وقت .. أتمنى لك الفائدة والمتعة

    محمد max13
    لا أتفق تماما معك ، الجنسان متساويان في أصل بشريتهما ، يختلفان في تمثيل هذه البشرية شكلاً وضمناً، ليس مطلوباً من الرجل أن يتغير ولا من المرأة أن تتغير ، المطلوب فقط هو فهم الاختلاف والتكيف معه ، وتفّهم تصرفات الآخر… هذا مطلوب من الجنسين على حد سواء، ليس الرجل فقط.

    ربما لو تقرأ الكتاب ستجد هناك زاوية أخرى يمكن الرؤية من خلالها.

    أميرة:
    العفو عزيزتي ، إذا قرأتيه سأسعد لو تشاركيني رؤيتك حوله.

    *وحشتينا ترا

  6. ياالهي
    إذن / كل هؤلاء القوم / مدعو رجولة
    ^ــ*
    عذرا / فااغلبهم يتمنون / باادنى خدمة / وهذا مُشاهد وواقعي
    سواء في الغرب / او عند العرب
    جنات ريحان / لك /
    ولهكذا / مدونة / رائعه
    طاب لي المرور

  7. صفاء الحياة

    نورّت يا عزيزتي

    ورغم أن “الرجال” قليل! لكنني أتفاءل بهم كثير

  8. صباح الخير …

    اقتباس ( إن الرجل وبطبيعة فطرته لا يفصح بالكلام عن احتياجاته كما أنه يخجل من الحديث عما يقدمه من خدمات لأنه يرى أن ذلك واجبه وأنه من غير اللائق أن يتحدث عن واجباته )

    تستاهل هذه الاسطر الوقوف عندها كثيراً .

  9. أحياناً أشعر أن الرجل والمرأة يسيران في خطين متوازيين .

    وقد يتوهمان للحظات متفرقة أنهما يضعان يديهما ببعض .

    بين القلوب بعيدة عن التصافح .

    هل قال المؤلف كلاماً عن الأنانية وحدود الذات والذوبان في شخصية الطرف الآخر ..

    هل تحدث عن مفهوم البذل .. وقيمة العطاء ..

    هل تحدث عن سحر المغناطيس .. وكيف تشجع المرأة زوجها على الحديث ..

    لا أدري .. ولكنني أظن أن الحياة العصرية المعقدة ألقت بظلالها على النفوس فأصبحت أشد غموضاً .. وأصعب في سبر أغوارها ..

    تحياتي لك و .. له

  10. عزيزتي منال ..

    لماذا يحتاج الرجل لأصوات تتحدث بإسمهم ..

    نحن نعيش في عالمهم حسب شروطهم وقوانينهم ..

    ولم نحصل على حقوقنا ..

    نتكلم ونطالب ! ! نعم وهذا عين العقل ..

    أيتوقع مني معرفة دواخل الإنسان تِلك علمها عند الله ..

    خلق الله لنا اللسان للتعبير عن إحتياجاتنا ومشاعرنا ..

    فإن تخلى هو عن التعبير إستكباراً .. فهو من ترك حقه ..

    منال سأبحث عن الكتاب وأقرأه ولن أعدم منه فائده ..

    ليلى الحربي كانت هنا ..

  11. ماجد / العفو حياك
    آدم / صدقت..وهي مقتبسة من مفهوم الكتاب ، وأفادتني كثيراً
    زجاجة عطر/ متوازيين!! لا أعتقد تماماً ، مختلفين نعم لكن أظن ان تقاطعهما ممكن جداً.
    ليلى/ أهلاً بك ، إذن السؤال: هل قوانينهم تمثلهم؟ لا أعقد
    أعتقد أن الرجال بحاجة أن يفهموا أنفسهم أولاً.
    نورتِ

Comments are closed.