لا أعتبر نفسي شخصا محظوظا، كان بإمكاني انتظار ابتسامة الحظ، لكنني قررت العمل بجهد مضاعف للحصول على حياة لا يمكن للحظ أن يضيف إليها شيئا!
ولا تعتقد أنني قمت بذلك لأنني حضرت دورة في تنمية الذات، لا يا صديقي، كل المسألة أنني شخص قَلِق وبدون صبرٍ تقريبا، ولم يكن بوسعي النوم من شدة الغضب.
إنني ذلك الشخص الذي يفضل سرقة بنك والهرب بهويّة مزيفة على أن يكون الشخص الذي يفوز باليانصيب وهو في عمر الخامسة والعشرين، لأنني متيقنة أن فوزا كذاك ما كان ليمنحني الرضا، ليس لأن المال غير مرضٍ، المال هو أحسن ما يمكن أن يحدث لك (صدقني ليس الحب ولا الإيمان) لكن لأنني لا أحب حَرق السيناريو، لا أحب الحصول على أشياء كثيرة مكررة دفعةً واحدة، وأيّ خلل في هذه التركيبة سيؤثر على طعم الوصفة، لهذا السبب أنا لا أحب صنع الحلويات التي تعتمد على وصفة دقيقة، ولم أكرر في حياتي كلها، فعل شيء مرتين بالطريقة ذاتها، حتى إنني لم أحب مرتين بالطريقة ذاتها رغم حصولي على ردة الفعل ذاتها، عندما أنظر إلى عينيك مرّة، تأكد أنني أنظر لك بشكل مختلف عندما يرتد إليك طرفي. وهذا شيء كارثي بالمناسبة، لأنه من الجيد أن يكون لديك حصان طروادة تربح به، لكنني ما كنت لأحترم نفسي لو كررت نفس الخطة التي أربحتني في مرة سابقة، وهذا ينسحب إلى الأشخاص الذين يكررون أنفسهم، أغبطهم لكنني لا أحترمهم، الحظ يشبه ذلك، الحظ هو نوع من الضمان المتكرر بأن الأمور ستكون أحسن على الدوام، لو حدث لي، كنت سأتورط في موازنة باقي مكونات الوصفة، كيف سيمكنني مجاراة تكرارية الحظ؟ بطريقة تفكير تكرارية على ذات الوتيرة؟ سيمنحني الحظ قلقا من نوع من مختلف فحسب.
“….
في حياة أخرى كنتَ لتراني استعراضيّة، لكنني في هذه الحياة لم أولد بدرجة الفقر المناسبة لذلك. وهذه عبارة مخادِعة ستوقع فريقين في الفخ: الذي يرون الفقر عارا، والذين يرون الاستعراض شتيمة.
تناسبني هذه الفكرة، أن تلعب شخصيات على مسرح بدون أثر رجعي على واقعك، تعابير وجه مبالغ فيها، رقص،الكثير من المكياج، رموش صناعيّة، ثم تتحلل من كل ذلك بعد ساعتين، يعتقد كثيرون أن الأمر يحتاج إلى الكثير من الجرأة، صدقني ليس كذلك، إن الكثير من الوجوه المجهولة تساوي اللاوجه، الكثير من الأعين غير المهمة تساوي اللا رؤية، الكثير من المكياج يساوي اللا ملامح! هي فرصة للجميع لممارسة عدميّة أنيقة، تحتاج إلى الحماس نعم، الحماس في تجربة أربعة شخصيات في أربعة فصول في ليلة واحدة، لقد شعرت بالأدرينالين بمجرد تخيّل الفكرة الآن، تخيّل! على الأرجح كنتُ سأفعل ذلك في نهاية الأسبوع، وسيكون عليك شراء تذكرة من قسم الشخصيات المهمة، أعني إذا وددت أن تكون مهما، أنا لا أضغط عليك، أما في بقية الأيام فسأكون كما أنا الآن ولكن على وجه الاختيار، لديّ مشكلة مع تصريف نهاية الأسبوع إلى هذه الدرجة، أنني أفكر كيف سأخرج من ورطتها في احتمالات الحيوات الأخرى، هل تؤمن بالأكوان السبعة المتوازية؟ جديرٌ أن تفعل، أو أرجوك! اِفعل، لأنني سأتحدث معك عنها كثيرا وسيكون من الأفضل أن تكون معي في الجو! وسأعتبرها لك تضحية.
انتبه.. ذلك لا يشبه الإيمان بالأطباق الطائرة والفضائيين الزوّار، أنا لا أؤمن بها! ليس أنني لا أؤمن بوجود كائنات أخرى، لكنني لست راضية عن شكلها الأخضر الهوليودي كما أنني لا أؤمن أنها مخلوقات غبية إلى درجة أن تترك مارس وتقرر زيارة هذه الأرض محروقة الأوزون، لا أعرف ماهو الأوزون بالضبط لكنني رغبت في جعل الأمر يبدو علميا وكأنني أفهمه، تفهم؟ أرجو ألا تفهم من ذلك أنني من مهووسي الحفاظ على البيئة، أنا لا أرمي النفايات في الشارع صحيح لكن…كام اون! إنّ هذا الكون العظيم قادر على تدبير أمر نفسه، لا أخشى عليه، هل أنت متابع معي؟
أخشى أنني أصيبك بالملل، لا أحب المُملّين، لكنني في نفس الوقت مضطرة للحديث عن الأكوان السبعة ومواقفي المهمة بشأن الأرض لأنني لا أريدك أن تسيئ فهمي كما يفعل كثيرون، لا أعرف كيف سيساعدك ذلك؟ الرجال كسولين وتفكيرهم غالبا سطحي، لا تنزعج، لا أقصدك، كما أنني – بالمناسبة- لا أحب الرجال الذين يدفعهم الكسل لعدم التفكير حتى في معرفة المقاس الصحيح لملابسهم فيأخذون المقاس الأكبر احتياطا، إن كنتَ منهم فلا عليك، سأعلمك طريقة القياس في المرة القادمة، لكنني الآن لا أريد أن أشتّتك، أو يبدو أنني قد شتّتك مسبقا، أفعل ذلك باستمرار عندما تبدأ بتسليط الضوء عليّ، أخجل بشكل مزعج فأحاول تطبيق درس انكسار الضوء الكيميائي، حسنا… كشفتني! أنا لا أعرف كيف يحدث انكسار الضوء أيضا لكنك ستفهم أنني أريد أن أقول أنني أحاول تشتيت البقعة الضوئية التي تزرعها فوق رأسي، من فضلك لا تراسلني مرة أخرى بسؤال مفتوح مثل: كيف حالك؟ أو حدثيني عن نفسك، سأفعل ذلك عند تقديمي في حفل أو مؤتمر، لكن معك… اسمع، خَلاص، حدّثني عن نفسك، هل تؤمن بالفضائيين الزوّار؟ … “